جمعية صيانة المدينة ببنزرت: هيكل السور سليم والرطوبة أثّرت على واجهته
أكّد رئيس جمعية صيانة المدينة ببنزرت، صفوان بن عيسى، في تصريح لموزاييك، اليوم الاثنين، أنّ ما يُشاع حول فشل مشروع ترميم أسوار المدينة العتيقة هو "مغالطة كبيرة".
واعتبر أنّ تضرر جزء لا يتجاوز 25 بالمائة من الطبقة الخارجية للواجهة البحرية لسور مدينة بنزرت العتيقة أمر صحي وطبيعي، وذلك بالنظر إلى الرطوبة العالية داخل السور والتي أثرت على هذا المعلم حتّى بعد الانتهاء من أشغال الترميم منذ شهر جوان الماضي.
وأوضح أنّ تدخل الجمعية على مستوى هيكل السور "ساهم في تجنّب كارثة محتملة"، مشيرا إلى أنّ "وجود بعض القشور على سطح السور يعود إلى الرطوبة الناتجة عن خاصيته في تخزين المياه، وهو أمر طبيعي ويعكس طريقة التدخل الصحيحة"، وفق تأكيده.
وقال بن عيسى إنّ المشروع لم يكن مجرد عملية ترميم بسيطة، بل كان تدخلا عميقا على مستوى هيكل السور، الذي صنّفه المعهد الوطني للتراث ضمن المباني ذات الخطر الداهم بسبب تداعيه للسقوط. ومن هذا المنطلق، تبنّت الجمعية المشروع تحت الإشراف الفني الكامل للمعهد الوطني للتراث.
وأشار المتحدّث إلى أنّ الدراسات الأولية كشفت عن صعوبات كبيرة في اختيار مواد البناء المناسبة، نظرا لأنّ آخر تدخّل جرى عام 1991 تضمن استخدام "الإسمنت الأبيض"، الذي يُؤثّر سلبا على حجر السور، حيث يؤدي إلى تخزين الرطوبة والمياه، مما يسبب تآكله.
وأضاف أنّ "التدخل الذي قامت به الجمعية، ركّز على تعزيز متانة السور باستخدام مواد أخرى التي وجدنا صعوبة في توفيرها نظرا لاحتواء بعضها على مكونات كيميائية غير طبيعية".
وأشار بن عيسى إلى أنّه بعد اختيار المواد المناسبة، انطلق تنفيذ المشروع واستمر لمدة 13 شهرا، ولكنّه واجه تحديات منها الحادثة الأليمة المرتبطة بسور القيروان، التي توقّفت على إثرها خبيرة الجمعية.
وأضاف أنّ مكتب خبرة أجرى جميع التحاليل اللازمة، وأثبت أن التدخل الذي تم تنفيذه قد استعاد متانة هيكل السور. وبناء على هذه النتائج، حصلت الجمعية على تأشيرة استئناف الأشغال التي انتهت في شهر جوان 2024، التي شهدت استعمال آليات وطرق فنية عالية وما يزيد عن 65 طنّا من المواد الأولية الطبيعية من الجير والرمال.
وأوضح أن ظهور بقع رطوبة يعود إلى استخدام بعض المتساكنين داخل الأسوار. وبيّن أنّ الجمعية قررت الانتظار لمدة تتراوح بين 6 أشهر وسنة حتى تجف الرطوبة تماما قبل إعادة وضع الغشاء الأخير الذي تعرّض للتآكل.
وأكد بن عيسى أن جميع مراحل المشروع موثّقة بمحاضر جلسات وتحاليل أجراها مكتب الخبرة الدولي، إلى جانب المتابعة الأسبوعية التي أشرف عليها المعهد الوطني للتراث.